إن الحياة مليئة باللحظات التي تسعدنا و تحزننا ,
وكثيراً ما نقف أمام الذكريات الجميلة والمواقف السعيدة
لنا فتكون بمثابة الأنيس الذي يفرج علينا شيئاً من الواقع
المحزن الذي نعيش فيه , فيشعر الإنسان بأن الدنيا لا زالت بخير ,
وأن الأحزان مهما طالت لابد لها من نهاية ,
وأن الكرب دائماً بعده فرج , وأن الفراق لابد له من لقاء
وأن المظلوم الله ناصره ولو بعد حين ,
وأن النجاح حليف الجهد والتعب والسهر .
* لحظة يأتي المرء النجاح الذي سهر
لتحقيقه الليالي الطوال و تعب و كد ,
فيتذوق حينها لذة لا تضاهى , وفرحة غامرة لا توصف .
* لحظة يجد المرء الفرج بعد عناء من هم الانتظار ,
وحرقة الألم , والصبر الطويل , وتحري الفرج ,
فلحظة الفرج حين تأتي تطمر ما كان قبلها من معاناة .
* لحظة يجد المرء صداقة حقيقية ,
فيجد أصدقاءه في وقت ضيقته ومحنته حوله يعاونونه
و يؤازرونه ويدفعونه نحو الأمام دائماً ,
يشاركونه السعادة والفرح , فيشعر أنه قد امتلك الدنيا
ومافيها بامتلاكه مثل هؤلاء الأصدقاء
* عندما يتعامل المرء مع الناس بعفوية
وتلقائية وطيبه لايبخل بالنصح وتقديم خدماته مجانا بعيدا
عن المصالح الضيقة والإستغلال فيبادلونه نفس المعاملة
والاحساس فيشعر بأنه محبوب ومفيد يذكر بخير في غيابه
عندها لا يسعه إلا أن يشكر الله على هذه النعمة العظيمة
ويسعى أشد السعي على الحفاظ عليها دون غرور ولا كبرياء.
* لحظة يقوم المرء بعمل يفرج به كربة مسلم ,
كأن ما فعله كالثلج على صدره قد برّد قلبه و نقاه من أمراضه
( الحسد و الحقد و البخل و الكراهية )
فيستشعر بأن الله سوف يفرج له كربة يوم القيامه.
* عندما يشعر المسلم بأن هذه الدنيا
لا تستحق أن يبكي الإنسان عليها, أو أن يتعب لأجلها ,
أو أن يهتم بها , صحيح عليه أن يسعى ويعمل كما أمره
ربه جلّ وعلا , ولكن يكون المسلم في راحة بال
لا يمكن شراءها بأموال الدنيا كلها عندما تكون
الدنيا عنده لا تساوي شيئاً وأنها ليست بأكبر همه ,
فهذه من أروح اللحظات والأحاسيس التي يمكن للإنسان أن يعيشها .
* عندما يشعر المرء بالأمل بعد يأس طويل ,
أثاره فيه صديق حميم , ودفعه بجدية للمضي قدماً,فأصبح
هذا الأمل طاقة جبارة في وجه كل التحديات .
* أن يكون الإنسان قد قدم إنجازاً
يخدم الآخرين , ونفعهم , وترك بصمة يتذكره الناس
بها مهما طال غيابه , فعندها يكون هذا هو الإنجاز
والتعمير الحقيقي في عمره .
* أن يخلو المسلم بنفسه في ليلة
هادئة ساكنة مع ربه,فيقومها يناجي ربه ,
ويشكي للملك القدوس الرحيم العفو السميع المجيب همه ,
ويسأله ما يريد , ويستغفره , فتكون هذه المناجاة
بلسم لكل ضيقة صدر.
* لحظة يرجع المسلم إلى ربه
بعد عصيان, فيتوب ويرجع إلى ربه , ويستغفره ,
ويغسل ذنوبه بدموع الألم والندم والحسرات على ما فرطه
في جنب الله , فيتوب الله عليه و يحييه
حياة هانئة طيبة بإذنه سبحانه .
* أن يكون المسلم قد تجنب عصبية الجاهليه
ووُقي شر الحسد والكراهية والحقد على الناس,وقنّعه الله بما آتاه ,
لا يؤذي الناس لا بيده ولا بلسانه ولا يتدخل في شؤونهم,ولا يتجسس
عليهم ولا يذكرهم إلا بخير ويدعو لهم بظهر الغيب
ولا ينظر إلى ما بأيديهم , فنام قرير العين ,سليم الصدر , مرتاح البال .
* أن يكون الإنسان سبب( بعد الله سبحانه و تعالى )
في هداية شخص من طريق الضلال إلى طريق الهداية والنور ,
فهذا كما أخبر عليه الصلاة والسلام خير له من الدنيا و ما فيها .
* أن يكون المسلم مستقيماً على شرع الله ,
فاعلاً لأوامره , مجتنباً لنواهيه , مستعيناً بالله وحده و متوكلاً عليه ,
يراعي حدود وحرمات الله , ولا يكون ممن قال فيهم سبحانه :
وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا
إنا معكم إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون .
عندها يشعر بالأمان الحقيقي ,والعون والنصرة له .
وأخيراً أذكر : أنه مهما كانت اللحظات والأحاسيس الجميلة
التي نشعر بها في حياتنا رائعة فلن تكون بروعة الإحساس
الذي نشعره ونحن بالقرب من رب العالمين ,
حينها نشعر بأروع أروع أروع أروع إحساس ,
و السعادة الحقيقية التي لا تضاهى , بسبب فعلنا للطاعات
وتركنا للمحرمات , التي نسأل الله سبحانه وتعالى
أن يختم لنا بالحسنى, وأن يدخلنا يوم نلقاه
جنة عرضها السماوات والأرض
آآآآآآمين .